
April 30, 2025, 6:45 p.m.
يُعد الإعلامي والصحافي اللبناني رامي سعيد ضاهر واحدًا من أبرز الوجوه الإعلامية في لبنان، لما يتحلّى به من التزام مهني عالٍ واهتمام متواصل بالقضايا الاجتماعية والإنسانية، واضعًا صوت المواطن وهمومه في صلب اهتماماته الإعلامية.
*مسيرة إعلامية حافلة بالإنجازات* :
انطلقت مسيرة ضاهر عبر "تلفزيون لبنان" و"إذاعة صوت الشعب"، حيث تميّز كمراسل ومعدّ إعلامي، مؤسسًا لمسار غنيّ بالعطاء. لمع اسمه من خلال برامج رائدة مثل "شؤون بلدية"، الذي تناول مشاكل وهموم البلديات، وبرنامج "قضية اليوم" الذي استمر أكثر من اثني عشر عامًا عبر "صوت الشعب"، ناقلًا قضايا المواطن اللبناني اليومية، خاصة في مجالات التنمية المحلية وحقوق العمال والعمل البلدي.
كما شارك ضاهر في عدة دورات تدريبية واستقصائية، وتولى تغطية مؤتمرات داخل لبنان وخارجه، ومنها المشاركة في المنتدى العربي لمصدري النفط، وتغطية انتخابات الرئاسة الجزائرية، مما أضاف إلى خبرته الميدانية بعدًا دوليًا عزز من قدراته المهنية.
كما عمل ضاهر في عدة مؤسسات إعلامية، منها مجلة "أشياء"، "صوت الشوف"، "أخبار عربية"، جريدة "البلد"، وجريدة "اللواء"، مدير العلاقات العامة في مجلة ليل نهار والنداء ،وهو اليوم يشغل منصب مدير موقع ومجلة "المجتمع".
*إعلام ملتزم... وإنجازات مشهودة*
لم تقتصر إطلالات ضاهر على برنامج واحد، بل شارك في برامج متنوعة مثل "أحلى صباح" و"مشاكل وحلول"، وأطلق عبر "صوت بيروت" برنامج "لمجتمع أفضل"، مخصصًا لدعم القضايا الاجتماعية وكشف الجمعيات الوهمية. كما تولّى تقديم برنامج "الملف" عبر "صوت الشعب"، معززًا التزامه الراسخ بنقل الحقيقة وخدمة المجتمع.
وقد نال ضاهر عدة جوائز تكريمية، منها:
درع التميّز الذهبي من اتحاد الإذاعات العربية عن برنامجه "قضية اليوم".
تكريم من اتحاد الفنانين الفلسطينيين خلال مهرجان السنديانة.
تقدير من اتحاد المعوقين اللبنانيين لدعمه قضاياهم إعلاميًا.
شهادة تقدير من وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى لدوره الثقافي الميداني.
*المهنة رسالة... والموقف ثابت*
تميّز ضاهر بمواقف مهنية صلبة، رافضًا الإعلام الزبائني والمسيّس، مؤمنًا بأن الإعلام الصادق يقوم على الكفاءة والموضوعية. وقد برز دوره الإنساني خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، إذ تحوّل مع فريقه الإعلامي إلى مسعف ميداني لدعم النازحين، مؤكدًا أن الإعلام يحمل مسؤولية إنسانية إلى جانب نقل الصورة.
وشارك كذلك في تغطية أحداث سوريا كمراسل ميداني ملتزم.
*نقابي ناشط ومسؤول اجتماعي*
على الصعيد النقابي، يشغل ضاهر عضوية مجلس نقابة الإعلام المرئي والمسموع، وشغل سابقًا منصب مسؤول العلاقات العامة والإعلام في "كشافة التربية الوطنية"، والمسؤول الإعلامي للاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين، كما كان من مؤسسي "جمعية تجمع شباب داريا".
*نحو العمل البلدي: خدمة المجتمع من بوابة التنمية*
اليوم، يخوض رامي سعيد ضاهر تجربة جديدة كمرشح لعضوية المجلس البلدي في بلدة داريا (قضاء الشوف)، حاملاً معه إيمانه العميق بأن العمل البلدي هو امتداد طبيعي لرسالته الإعلامية والاجتماعية.
وفي حديث خاص مع الإعلامي فؤاد كيالي ، أكّد ضاهر أن "العمل البلدي في ظل أزمات لبنان المتلاحقة أصبح حجر الزاوية للحفاظ على تماسك المجتمع المحلي، وهو رسالة إنسانية واجتماعية تحتاج إلى إرادة صادقة ورؤية واضحة".
*العمل البلدي: تطوع وعطاء*
يرى ضاهر أن العمل البلدي يجب أن يُبنى على مبدأ التطوع لخدمة المجتمع، بعيدًا عن المصالح الفردية، داعيًا إلى إطلاق مشاريع إنمائية، ثقافية، صحية، وتربوية لتحسين نوعية حياة الناس. فنجاح المجالس لا يُقاس بالمشاريع الضخمة فقط، بل بالإنجازات اليومية التي تلامس حاجات المواطنين.
*دروس من التجارب السابقة*
أشار ضاهر إلى أن التجارب السابقة كشفت عن بعض أوجه القصور في التنسيق الداخلي للمجالس، إضافة إلى تدخلات خارجية وعراقيل مالية بسبب الأزمة الاقتصادية. ومع ذلك، أكد أن الإرادة الصادقة والتخطيط السليم قادران على تحقيق إنجازات مؤثرة حتى بإمكانات متواضعة.
*داريا: نموذج الإرادة المجتمعية*
تُمثل داريا حية بفضل مبادرات شبابية بيئية وثقافية سلطت الضوء على غنى تراثها وطبيعتها. وأمام هذا التصنيف الجديد، تبرز الحاجة إلى عمل بلدي دؤوب للحفاظ على مكانة داريا وتعزيز بنيتها التحتية وبيئتها المحلية.
*خارطة طريق للمستقبل*
اقترح ضاهر خطة عمل بلدية تشمل:
• تحسين شبكة الطرق والبنى التحتية.
• تأهيل المناطق البيئية وحماية النهر.
• إزالة التلوث وتعزيز النظافة العامة.
• إعادة تصنيف الأراضي بما يلائم حاجات السكان.
• تشكيل لجان أهلية ناشطة في المجالات الاجتماعية والثقافية والبيئية.
• ترسيخ الشفافية والتواصل مع المواطنين.
*رسالة إلى كل بلدة لبنانية*
ختم ضاهر بدعوة صادقة:
"العمل البلدي يجب أن يتحول إلى ورشة إنمائية دائمة، تتخطى الصراعات الفردية، وتنطلق من رؤية موحدة للمستقبل. بلدة مثل داريا أثبتت أن الإرادة الشعبية قادرة على تحقيق الإنجازات رغم الصعوبات. فلنجعل من العمل البلدي رسالة حياة، نبني بها مجتمعاتنا على أسس العدالة، الشفافية، والتنمية المستدامة."
كما وجّه تحية خاصة إلى أبناء بلدته داريا، داعيًا إلى التماسك والتضامن لمواصلة مسيرة النهوض بهذه البلدة العزيزة.