June 26, 2025, 12:56 p.m.
في عام 1993، أصدرت الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية ألبومًا تضمن واحدة من أجمل أغانيها، “حرمت أحبك”، التي جاءت بأسلوب الطرب الحديث، من ألحان صلاح الشرنوبي وكلمات عمر بطيشة. حققت الأغنية آنذاك نجاحًا واسعًا ورسخت مكانتها في ذاكرة الجمهور العربي.
وبعد مرور أكثر من ثلاثين عامًا، قررت الفنانة مايا دياب إعادة تقديم الأغنية من خلال تسجيل جديد وفيديو كليب، تم عرضه على الشاشات وبثه عبر الإذاعات. إلا أن مايا، على ما يبدو، لم تأخذ بعين الاعتبار أن هذه الأغنية ليست عملًا عاديًا، بل تُعد من روائع فنانة عظيمة، وليست من أغاني “جمالات كفتة” حتى يُعاد تقديمها بهذا الشكل المثير للجدل.
ظهرت مايا في الفيديو بإطلالة غريبة، تضع على رأسها قرونًا تشبه قرون الماعز – أو ما يشبهها – ترافقها حركات راقصة سريعة، مع إدخال كلمات غير مفهومة، وأداء لا يليق بمقام الأغنية الأصلية.
وإذا كان هدف مايا هو تعريف الجيل الجديد بهذه الأغنية الكلاسيكية من خلال نسختها، فهي بلا شك أخطأت التقدير؛ لأن أي مستمع شاب يقارن بين أدائها وأداء وردة، سيُدرك سريعًا الفارق الكبير وسينجذب تلقائيًا إلى صوت وأداء الفنانة الأصلية. ولا ننسى أن هذا الجيل لا يزال يستمع إلى عمالقة الفن مثل أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش وغيرهم.
ليت كل فنان يُحسن اختيار الأعمال التي تناسب صوته وأسلوبه، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بإعادة إحياء أعمال خالدة. لقد سئمنا من تشويه الفن الذي يعاني أصلاً، فكيف إذا كان الحديث عن عمل بحجم “حرمت أحبك”؟
عندما تخرج الموضة عن سياقها "بين الحرية الشخصية والابتذال البصري"
في ذكرى رحيله .. "فهمان" الذي أقنعنا بموهبته وخفة ظله
فضل شاكر… بين الفن والذاكرة والعدالة
"ألبوم الأصالة”… حين ينتصر الحوار للمضمون لا للترند
السجون .. بين الواقع والشروع بالاصلاح /المحامي فؤاد مطر