July 1, 2025, 2:25 p.m.
في ظل كثرة البرامج الحوارية، لا سيّما الفنية والثقافية، يبرز برنامج “ألبوم الأصالة” الذي يقدّمه روبير فرنجية على شاشة تلفزيون لبنان كاستثناء جدير بالمتابعة، وذلك لأسباب عدّة، أبرزها اختياره لضيوف من أصحاب المسيرة الحقيقية والإنجازات الوازنة، بعيداً عن صخب “الترند” وضجيج الشهرة السطحية عبر مواقع التواصل.
فرنجية لا يلهث خلف الأسماء الرائجة لمجرّد إثارة الجدل أو زيادة المشاهدات، بل ينتقي ضيوفه بعناية، مستضيفاً شخصيات تركت بصمة حقيقية في ميادين الفن والثقافة والإعلام، وقدّمت أعمالاً رصينة تستحق التقدير.
على النقيض، نجد العديد من البرامج الأخرى تستسهل الحوار، فتطرح أسئلة تافهة وسطحية، تتمحور حول الخلافات والعلاقات والمثلية ومن هو “الأفضل”، وكأن وظيفة الإعلام اختُزلت إلى مجرد إثارة زوابع بلا مضمون.
أما بعض الضيوف، فحدّث ولا حرج! حتى بات أمثال “عصام الجوكر” و”رملاء” من الأولويات على قوائم الاستضافة، وكأنهم مرآة لواقع إعلامي منحرف عن جوهره.
شاهدتُ عدّة حلقات من “ألبوم الأصالة”، وشعرت بمتعة حقيقية خلال متابعتي للحوار مع الضيوف، إذ اكتشفت من خلال تلك المقابلات معلومات قيّمة عن أعمال وشخصيات كنت أجهلها، فسلّط البرنامج الضوء عليها بأسلوب موسّع وعميق.
آخر حلقة تابعتها استضافت الكبير فارس يواكيم. كنت أظن سابقاً أن ارتباطه الأساسي هو بأعمال الراحل شوشو فقط، لكنني تعرّفت خلال الحلقة على جانب آخر من مسيرته الغنية، فهو من صنّاع أعمال خالدة على صعيد المسرح والتلفزيون، منها أعمال مع الشحرورة صباح، ومسلسل “المشوار الطويل”، وغيرها الكثير.
نحن فعلاً بأمسّ الحاجة إلى إعلاميين يدركون قيمة رسالتهم، ويحرصون على تقديم ما يرتقي بذوق الجمهور، لا من يختزلون الحوار في أسئلة من نوع: “هل توافق على أن يكون ابنك مثلي؟”
شكراً روبير فرنجية…
شكراً لتلفزيون لبنان، شاشة الوطن التي ما زالت تحترم عقولنا
"فؤاد كيالي"
عندما تخرج الموضة عن سياقها "بين الحرية الشخصية والابتذال البصري"
في ذكرى رحيله .. "فهمان" الذي أقنعنا بموهبته وخفة ظله
فضل شاكر… بين الفن والذاكرة والعدالة
حين يُعاد تقديم الكلاسيكيات… بأسلوب لا يشبهها !!
السجون .. بين الواقع والشروع بالاصلاح /المحامي فؤاد مطر