Sept. 13, 2025, 8:02 a.m.
<p>يرتبط امتلاك هاتف ذكي قبل سن الثالثة عشرة بتدهور ملحوظ في الصحة العقلية في مرحلة الشباب، وفقاً لـ«Global Mind Project» أو «مشروع العقل العالمي»، وهو من أكبر المبادرات في العالم لرصد الصحة العقلية.</p> <p>ووجد استطلاع إلكتروني حلل بيانات ما يقرب من مليونَي مشارك من 163 دولة، أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، والذين حصلوا على أول هاتف ذكي لهم في سن الثانية عشرة أو أقل، حصلوا على درجات أقل في مقياس الصحة العقلية (MHQ)، وهو أداة تقييم ذاتي تقيس الصحة الاجتماعية والعاطفية والمعرفية والجسدية، لتحديد درجة «الصحة العقلية» الإجمالية.</p> <p>وكانت الأعراض المحددة التي هي أكثر ارتباطاً بامتلاك الهواتف الذكية في عمر صغير، هي: الأفكار الانتحارية، والعدوانية، والانفصال عن الواقع، والهلوسة. وحذّر الباحثون من أن هذا التوجه قد يؤثر على الجيل القادم، ودعوا إلى سياسات احترازية على مستوى الدول للحد من الوصول المبكر للهواتف الذكية.</p> <p>نتائج الدراسة</p> <p>سجّل المشاركون الذين حصلوا على هواتفهم الذكية الأولى قبل سن الثالثة عشرة درجات إجمالية أقل بكثير في مقياس جودة حياة الشخص (MHQ) في مرحلة الشباب، مقارنةً بمن اقتنوه لاحقاً. وكلما كان عمر اقتناء الهاتف الذكي مبكراً، انخفضت درجة مقياس جودة حياة الشخص، وفقاً لما نقله موقع «Medscape» المعني بأخبار الصحة.</p> <p>وتجاوز متوسط مقياس جودة حياة الشخص 30 درجة لمن اقتنوا هواتفهم لأول مرة في سن الثالثة عشرة، في حين بلغ متوسطه نحو درجة واحدة لمن اقتنوا هواتف ذكية في سن الخامسة. ولوحظت اختلافات بين الجنسين؛ فقد سجلت النساء نسبة أكبر من الدرجات السلبية على مقياس جودة حياة الشخص مقارنة بالشباب.</p> <p>ورصدت الدراسة تراجعاً في صورة الذات، وتقدير الذات، والثقة بالنفس، والمرونة العاطفية لدى الشابات، كما رصدت انخفاضاً في الاستقرار والهدوء، وتقدير الذات، والتعاطف لدى الرجال.</p> <p>وقدّر الباحثون أن الوصول المبكر إلى وسائل التواصل الاجتماعي يُفسر نحو 40 في المائة من العلاقة بين امتلاك الهواتف الذكية في مرحلة الطفولة المبكرة والصحة العقلية لاحقاً، مع لعب العلاقات الأسرية السيئة (13 في المائة)، والتنمر الإلكتروني (10 في المائة)، واضطراب النوم (12 في المائة)، أدواراً مهمة في هذا السياق.</p> <p>وأشار الباحثون إلى أن الوصول إلى بيئات وسائل التواصل الاجتماعي المدعومة بالذكاء الاصطناعي في سن مبكرة، يُعرّض الأفراد لخطر أكبر فيما يخص تدهور العلاقات الأسرية، والتعرض للتنمر الإلكتروني.</p> <p>دعوة لتقييد استخدام الهواتف الذكية</p> <p>بناءً على هذه النتائج، دعا مؤلفو الدراسة إلى اعتماد توصيات أو مبادئ احترازية تشمل اقتراح تطبيق نهج سياسي شامل للمجتمع مناسب للنمو، على غرار السياسات التي تنظم الوصول إلى الكحول والتبغ، والتي تقيّد استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن الثالثة عشرة، وتفرض تعليم الثقافة الرقمية، وتعزز المساءلة المؤسسية.</p> <p>وأوصى الباحثون بتعزيز الكشف الفعال عن انتهاكات حقوق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وضمان عواقب وخيمة لشركات التكنولوجيا، وحذّروا من أنه «في حال استمرار الاتجاهات الحالية لتزايد امتلاك الهواتف الذكية بين الشباب وإمكانية الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي، فإن التوقعات من هذه البيانات تشير إلى أن هذا العامل وحده قد يكون مسؤولاً عن الاضطراب النفسي، مثل الأفكار الانتحارية، والانفصال عن الواقع، وتراجع الأداء الوظيفي، والتحكم في المشاعر، لدى ما يقرب من ثلث الجيل القادم».</p>